أول عملة ورقية مصرية تحمل صورة خادم
حلم قاد صاحبه ليكون صاحب اغرب جنيه مصري في التاريخ الذي صدر في عام 1926، الجنيه الذي آثار العديد من التساؤلات، وخلد صاحبه واسمه وحكايته ليذكرها التاريخ المصري الحديث ، صورة ادريس الفلاح المصري صاحب البشره السمراء ولحيه يخالطها الشيب وعمامه جنوبيه .
ادريس الاقصري خادم الملك فؤاد منذ ان كان طفلا الي ان اصبح ملكا، ترجع بدايه الحكايه الي انه ذات يوم استيقظ ادريس الاقصري علي حلم خاص بسيده وقصه عليه، مما اثار انتباه فؤاد لهذه الكلمات المستحيله من وجهه نظره في ذلك الوقت، ورد عليه: "لقد كبرت وخرفت يا ادريس".
فقد كان فؤاد عائدا الي مصر هاربا من روما من ديون القمار وقروض محلات الرهونات، وكان قد قضي عشرين عاماً في روما متسكعاً حتي وصل الي الافلاس ولم يبق له الي ان يعود للقاهره ليختفي في صمت حتي لا يعلم اصحاب الديون في ايطاليا بوصوله، وكان معه خادمه ادريس الذي لم يتخل عنه بعد ان هجره الجميع.
وظل هكذا الي ان وصلته دعوه من المندوب السامي مستر وينجت، الحاكم الفعلي لمصر، الذي اكد له ان حكومه صاحب الجلاله اختارته ليكون ملكاً علي مصر، وشدد علي الا يعلن هذا الامر حتي وفاة السلطان حسين كامل، وكان عليه فقط ان يلتزم بالاوامر التي ستوجه له.
انصرف بعد ذلك الامير الذي اصبح ملكاً وهو مذهول، وعاد فؤاد الي بيته ووجد ادريس يصلي صلاه الظهر، وظل واقفاً حتي فرغ من صلاته، ثم صاح "انهض يا ادريس بك"، وظل ادريس مذهولاً، وعاد فؤاد يقول: " لقد تحقق حلمك الغريب وساضع صورتك علي اول جنيه تصدره حكومتي".
في يوم 3 يوليو 1926 صدر اول جنيه مصري عن الدوله المصريه المستقله شكلياً وهو يحمل صوره "ادريس بك الاقصري"، والذي شهده كل المصريين بمنتهي الدهشه دون ان يعرف احد اي شيء عن هذا الشخص صاحب الصوره، اهو رمز للفلاح المصري ام ماذا؟
وبهذه الطريقه يخلد ادريس حكايته وحلمه.. ليحكي التاريخ عنه وعن رؤيه هذا الخادم الامين لصاحبه.. والذي ظل معه وقت ان تخلي عنه الجميع، ليظل يحكي التاريخ.. حكايته مع الجنيه.
تعليقات (14 منشور):
إكتب تعليق